هذا التقرير يقدم ثلاث رسائل واضحة وضوح الشمس:
الأولى، الحاجة الملحة لمناهج جديدة. ففي الاتجاهات الحالية، سيحظى 70 % فقط من أطفال الدول ذات الدخل المنخفض بإتمام الدراسة الابتدائية في 2030 ، وهو هدف كان ينبغي تحقيقه في 2015 . ونحن في حاجة إلى الرغبة السياسية والسياسات والابتكار والموارد لمواجهة هذا الاتجاه.

الثانية، إذا كنا جادين حيال هدف التنمية المستدامة 4، يجب أن نتصرف بحس من الإلحاح الشديد بالتزام طويل الأجل. وليس من شأن الإخفاق في القيام بذلك التأثير سلبًا على التعليم فقط وإنما إعاقة التقدم نحو كل أهداف التنمية: تقليل معدلات الفقر، والقضاء على المجاعات، وتحسين مستوى الصحة، والمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة والإنتاج والاستهلاك المستدام والمدن التي تتسم بالمرونة والمجتمعات الأكثر مساواة وشمولية وعدالة.

أخيرًا، يجب أن نغير طريقة تفكيرنا في التعليم ودوره في رفاهية البشر والتنمية العالمية بشكل جذري. يتحمل التعليم الآن، وأكثر من أي وقت مضى، مسؤولية تعزيز النوع الصحيح من المهارات والمواقف والسلوكيات التي ستؤدي إلى النمو المستدام والشامل. يدعونا جدول أعمال 2030 من أجل التنمية المستدامة إلى تطوير الاستجابات الشاملة والمتكاملة للعديد من التحديات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية التي نواجهها. وهذا يعني الوصول لما هو أبعد من الحدود التقليدية وخلق شراكات فعالة بين القطاعات.

يدور المستقبل المستدام للجميع حول الكرامة الإنسانية والشمولية الاجتماعية والحماية البيئية. فلن يزدهر النمو الاقتصادي في المستقبل من حالات عدم المساواة وإنما من ترسيخ مبدأ الرفاهية للجميع؛ حيث تُصمم المناطق الحضرية وأسواق العمل لتمكين الجميع وحيث الأنشطة الاقتصادية والجماعات والمؤسسات ذات توجه صديق للبيئة. التنمية المستدامة هي اعتقاد بأنه لا يمكن حدوث التنمية البشرية بدون كوكب صحي. يتطلب الإقدام على جدول أعمال أهداف التنمية المستدامة منا جميعًا التفكير في الغرض الأسمى للتعلم طوال الحياة. لأن التعليم، إذا تم بالطريقة الصحيحة، فلديه قوة ليست لدى أي شيءغيره لتغذية المواطنين الممكنين والمتأملين والمشتركين والمهرة الذين يمكنهم رسم الطريق نحو كوكب أكثر أمنًا وصداقةً للبيئة وعدلاً للجميع. يوفر هذا التقرير الجديد الدليل ذي الصلة لإثراء هذه المناقشات وصياغة السياسات اللازمة لجعل الأمر حقيقة واقعة للجميع.